فجر يوم 28 يناير 2011 أودع محمد مرسى و آخرين سجن طرة دون ثمة اتهام كما يعلم الجميع و فى ظنى أنه كان مجرد إجراء وقائي من أجهزة الأمن حينها ...
و فى آخر اليوم حدثت واقعة اقتحام السجون الشهيرة و بعد فترة اتهم محمد مرسى بالتخابر مع حماس لإخراجه و آخرين من السجن ...
و من البديهى أن الهروب من السجن يتطلب إعداد خطة محكمة و دراستها جيدا قبل تنفيذها لكى يكتب لها النجاح أو على الأقل لترتفع نسبة نجاحها ..
و هذه الخطة وفق مجريات الأمور تتطلب من مرسى أن يكون عالما و واثقا جدا جدا من الآتى :-
1- أن يوم الجمعة 28 يناير 2011( سوف ) يشهد تجمعات كبيرة جدا جدا من المصريين .
2- أن وزارة الداخلية ( سوف ) تنسحب تماما من المشهد .
3- أنه لن تكون هناك أكمنة من الجيش أو الشرطة ذهابا و إيابا على طول جميع الطرق من سيناء لقلب القاهرة التى ستسلكها المجموعة القادمة من حماس لتحريره و رفاقه .
4- أن يكون على يقين تام أنه سيمارس حياته بشكل طبيعى جدا بعد تحريره من السجن فلن تعاود الشرطة القاء القبض عليه و لن يتعرض لمثل ذلك من قبل قوات الجيش و إلا لأعد خطة مكلمة للهروب كلية من مصر يومها ( و حيث ان الرجل لم يهرب من مصر و لم يغير مسكنه و ظهر بعدها مباشرة فى الشارع بكل حرية إذن فهو كان على يقين أنه لن يعتقل بعدها و لن يمارس ضده أى ممارسات مقلقة ) .
5- أن يكون على يقين تام أن الثورة ( سوف ) تنجح فى ابعاد مبارك و إلا لكان قد أعد خطة موازية للهروب من مصر عقب تهريبه من السجن و هذا سهل جدا جدا ما دام الرجل كان على علم مسبق بأن تجمعات هائلة ستكون فى الميادين و أن الشرطة ستنسحب و أنه لن تكون هناك أكمنة على طول الطرق من سيناء لقلب القاهرة و هذا سهل جدا إذ أنه كان بإمكانه العودة مع مجموعة حماس إلى غزة و يمكن تهريبه منها إلى أى دولة أخرى بعدها و حيث أنه لم يفعل ذلك و بقى فى مصر و ظهر بعدها مباشرة فى التحرير و شاهده الجميع فى اللقاء الذى تم مع عمر سليمان وقتها إذن فالرجل كان على علم مسبق أن الثورة ( سوف ) تنجح و من ثم لن يتعرض له أحد .
إذن النقاط الخمسة السابقة كانت أساسية لنجاح خطة تهريبه من السجن و هذا يقودنا إلى تساؤلات عديدة :-
1- من أخبر مرسى أن أعداد غفيرة من الشعب سوف تنتفض يوم 28 يناير بعد صلاة الجمعة سيما و أن الأعداد التى كانت بالميادين أيام 25 يناير و 26 يناير و 27 يناير لم تكن أعداد غفيرة ولا هائلة كما رأينا جميعا .
قد تكون الاجابة ان الاخوان المسلمين اتصلوا به و اخبروه انهم سيحشدون حشودا هائلة ..
هنا لابد من سؤال هام .. متى اتصل به الإخوان ؟
الطبيعى ان يكون الاتصال بعد اعتقاله مباشرة ... صح ؟
و لكى نكون منطقيين لابد هنا أن يكون الاخوان على يقين تام ان مرسى سيكون محتفظا بتليفونه المحمول و ان ساجنيه او معتقليه لن يقوموا بتفتيشه و أخذه منه ؟!!!!
و حيث ان الخطة نجحت و تم تهريب مرسى و رفاقه و لم يهرب اى منهم من مصر و مارس الجميع حياته إذن لابد أن نجزم هنا بأمرين :
- ان الاخوان كانوا على يقين ان مرسى لن يتم تفتيشه و من ثم اتصلوا به
- ان الاتصال تم بعد اعتقاله لاخباره بموضوع الحشود
فهل وضع مرسى هذه الخطة المحكمة بعد اعتقاله ام انها كانت تتطلب اعدادا مسبقا و دراسة وافية لكل الاحتمال ؟!!
هنا يقفز تساؤلا عجيبا
ماذا لو كان الحراس قد جردوا مرسى من تليفونه ؟
و من أخبر الإخوان ان التليفون سيكون مع مرسى ؟
و فى حالة لو أخذ الحراس التليفون من مرسى كيف كان مرسى سيبلغ مجموعة حماس بالخطة و الطرق التى يسيرون فيها و الحالة الأمنية ... الخ
فهل بنى مرسى و الاخوان كل ذلك على علم يقينى أن مرسى لن يتم تفتيشه و من ثم سيكون معه تليفونه ؟!!!!
دعونا نقول ان الشرطة متواطئة مع مرسى و انها تركت له التليفون فهل وضع مرسى هذه الخطة فى سويعات قليلة ؟!!!!!!
هل هناك من سمح لمجموعة حماس بالدخول الآمن لمصر ذهابا و إيابا ؟