السلام عليكم
بداية لابد للمرء ان يكون مدققا حريصا سيما فى الاوقات الحرجة
و مما لا شك فيه اننا فى مصر نعيش اجواءا حرجة جدا اما تنقلنا نقلة حضارية
او تقذف بنا فى غياهب الفوضى و شباك العبث ..
بداية دعونا نقر ان لكل ثورة اعداء مثلما كنا نردد دائما لفظة اعداء النجاح
فالثورة تعتبر نوعا من انواع النجاح و لكل نجاح اعداء يتربصون به و يكيدون له ..
و ثورة 25 يناير كما نعرف نالت بشدة من الرئيس مبارك و حزبه و من الشرطة
و من ثم سيعمل كل من تضرر بشدة او يخشى ان يناله عقاب بكل ما أوتى من قوة لزعزعة الاستقرار
ووأد فرحة الانتصار ....
و لكن و من ناحية اخرى لا ينبغى ابدا ان نتهم كل داع لخير او ناصح وان تمتد له اصابع الاتهام
بالعمالة او الخيانة او انه من اذناب نظام سقط او ما شابه ذلك
علينا ان ننتبه جيدا لهذا الامر و نستمع جيدا و نفكر جيدا حتى نحكم جيدا فى هذه المرحلة الحرجة
و من دون الاستماع و التدبر لن نتمكن من تمييز الغث و السمين و سيختلط الحابل بالنابل و هذا امر
غير مستحب بالمرة
مثلا
هناك من يرى ان الثورة نجحت تماما و ان بقية ما تطالب به سيتحقق بمرور الوقت
و ان المطالبة بتحقيق كل شيئ ( الآن ) سيؤدى حتما الى زعزعة استقرار و امن البلاد
و نذكر هنا ان الثورة كانت تطالب باسقاط النظام تماما ثم هاهى ( الان ) تتعالى اصوات من بينها
تطالب بتأخير الانتخابات
اذن نتفق ان بعض الامور تحتاج الى فسحة من الوقت
و من ثم فمن يدعو للتمهل و التريث فى ظل وجود ضمانات كثيرة ليس عميلا ولا خائنا ولا كذا ولا كذا
ايضا من يدعو للمسارعة فى تنفيذ طلبات الثورة و تحقيق كل اهدافها ليس عميلا ولا خائنا ولا طالب شر للبلاد
هى فقط اختلاف فى وجهات النظر و لكل وجاهته و حججه
ايضا المطالبون بمطالب فئوية ليس كلهم اعوان للنظام السابق
و من غير المعقول انه كلما تظاهر بعض العمال او طالبت فئة بحقوقها تتهم فى وطنيتها و بأنها من اذناب النظام السابق
وارد جدا ان يندس بينهم بعض المحرضين و الحاقدين على الثورة
ووارد جدا ان يتظاهر البعض بدعم ممن ملأ قلوبهم الغل و الكراهية لهذا التغيير
و لكن من العبث ان نوزع الاتهامات هكذا و نقتحم النوايا و نصدر هذه الاحكام
لابد للجميع ان يعلم ان هذه الثورة ليست حكرا على احد او على طائفة
الكل شارك
هناك من قتل
و هناك من نام فى العراء معتصما
و هناك من سهر فى العراء يحرس امهاتهم و بناتهم و اخواتهم و زوجاتهم
و هناك الكثير و الكثير ممن شارك بصور مختلفة , كمن كان يحضر الاطعمة مثلا
او حتى ينقل اخبارهم لوكالات الانباء المختلفة و ساهم بشكل فاعل فى حشد الرأى العالمى و المحلى قبله
و غير ذلك من الامثلة
و بعد ان نجحت الثورة لا يصح ابدا ان اتهم من كانت يده بيدى او سهر يحرس بيتى بأنه من اذناب النظام
لمجرد ان رأيه خالفنى او اتخذ مسارا لا احبه
شخصيا لا احب ابدا هذه التظاهرات الفئوية التى تنال من الوطن و تنهش فيه و هو يحاول جاهدا الصمود
و لملمة الشتات
لكن ايضا احس بهم و اعرف ان بعضهم معدم و ان لم يفعل ذلك ربما يضيع حقه
اذن انتقد تصرفه او اطلب منه الاحتجاج بشكل مختلف بحيث لا تتوقف الحياة و لكن لا اتهمه بالعمالة و الخيانة
و انه تابع لامن الدولة او الحزب الوطنى الى غير ذلك من تلك الاتهامات الغبية التى تمتلئ بها المنتديات
و صفحات الفيس بوك
شوية عقل يا جماعة
نسمع كويس
نفكر كويس
عشان نحدد مين معانا و مين عايز يفسد فرحتنا
ممكن ؟
اخيرا
ماذا لو كان المروجون لكلمة ( الثورة المضادة ) او فلنقل بعضهم
يروجون لشيئ وهمى او يصفون بعض الحسابات القديمة
اليس من الحكمة الا نروج لها نحن و الا نعطى لمن يفعل ذلك فعلا حجما اكبر من حجمه
من منطلق ان وجود الاسود فى الغابات لا يمنع ابدا بعض الذباب من الطنين !!!!
فهلا تركنا الذباب و التفتنا لحالنا اذ انه لا يمكنه ابدا الا ان يكون ذبابا ؟!!!!