حق علىَّ أن أسدد دائما ثمن الكلمة، ومقابل الموقف كأى ممن يتصدون للعمل العام، دون أن أزعم لنفسى بطولة أو أنسب لغيرى خطأ.. وحيث إننى ملتزم بحق أن الجميع يجب أن يعلموا الحقيقة فقط كى لا تضل خطاهم أو تُوجه من صاحب مصلحة أو غرض. فلقد تعرضت خلال غيابى فى رحلة علاج بالخارج لحملة تشهير وإساءات مرسلة من المرشح الرئاسى أحمد شفيق خلال حوار مسجل أجراه مع الإعلامية هالة سرحان ردا على خبر نشرته جريدة «الشروق» فى عددها الصادر يوم الخميس 7 يونيو منسوب لمصادره حول تقرير هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية تحت عنوان: «شفيق خارج سباق الرئاسة.. وتوصيات ببطلان الشعب».
وإذا كنت قد أجلت الرد بالتفصيل حرصا على توفير المناخ الإيجابى اللازم لتكتمل المرحلة الأولى من مراحل الانتقال الديمقراطى، فإننى أحتفظ بكامل حقوقى الأدبية والقانونية فى متابعة ما تعرضت له من إساءات شخصية ومهنية وما تعرضت له من قضية كرسنا عمرنا لدعمها والدفاع عنها مصريا وعربيا ودوليا وهى حرية النشر والحق فى التعبير. وقد قمت بالفعل بإحالة الموضوع للمستشارين القانونيين لاتخاذ ما يلزم مهما كانت نتائج الانتخابات.
إننى أعتقد أنه من حق القارئ والمشاهد أن أسجل بعض الملاحظات:
● إن ما أثير من اتهامات وحكايات على لسان المرشح الرئاسى هى أمور مختلقة لم تحدث إطلاقا، منها على سبيل المثال، الحديث المزعوم الذى دار فى مكتبة الإسكندرية، والثابت أنه لم يسبق لى أن تحدثت فى المكتبة على وجه الإطلاق، وهو ما أكدته وكذبته عدة مرات سابقة، فضلا عن أننى أحلت الأمر إلى القضاء .
● إن ما أثير عن أحاديث دارت فى لقاء ودى على غداء قبل الثورة بشهور تم فى منزل أحد الأصدقاء بالساحل الشمالى فى شهر سبتمبر الماضى فكله خلط.. ناهيك عن الادعاءات التى تدعو للأسى والحزن ولا يوجد لها أى أساس من صدق أو منطق عن ملفات أمن دولة ورخص سلاح.. وغيرها من أمور أقطع بأنها لم تحدث إلا فى خيال المتحدث.
● الخطورة فى هذا الحوار أنه يقدم نموذجا لأسلوب فى الحوار يعتمد على عدم المناقشة الموضوعية وعدم الرد على الرأى بالرأى أو مناقشة الخبر بالهروب الى فاصل من التجريح الشخصى والهجوم المرسل.
● إن السيد المرشح يلجأ لخلط متعمد بين دور الناشر ودور مالك الصحيفة ودور التحرير ولم يلمح ببصيرته وخبرته أن السياسة التحريرية والمادة المنشورة لم ولن تكون موضع تدخل منى كمالك أو كشخص وأن القائمين على السياسة التحريرية فى «الشروق» هم من خيرة رجالات هذا الوطن، ودورى هو حماية الكتاب والمبدعين والصحفيين.. وصيانة حرية المحررين وكرامتهم.
● هذا الحوار نموذج لعدم الإيمان بحرية التعبير والنشر والحق فى المعرفة، ولعدم القدرة على التعامل مع الرأى الحر والفكر المختلف بطريقة موضوعية، الأمر الذى أخشى أن يؤدى إلى تكريس الأساليب القديمة فى إرهاب الإعلاميين والكتاب وحصار المبدعين ووسائل الإعلام الحرة.
ابراهيم المعلم